الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية نورالدين البحيري (حركة النهضة): ما قاله الغنوشي عن قانون الإقصاء ليس موقف الكتلة داخل التأسيسي

نشر في  19 مارس 2014  (09:56)

 لن نتخلى عن شعار رابعة رغم التصنيف السعودي لتنظيم الإخوان

أنـــصــــح من روّجــوا رواية التمويــل القطــري للحملة الانتخـابية للنهضة بالكنــس أمـام بيوتهــم

 

كيف يرد نورالدين البحيري القيادي في حركة النهضة والوزير السابق في حكومة الترويكا عمّا تردّد عن تسامح وزارة العدل مع الإرهابيين الضالعين في عديد العمليات الإرهابية ؟وماموقفه من قانون العزل السياسي ومامدى ديمقراطية الحركة التي يؤكد منتقديها ان لا قرار يعلو فوق قرارات رئيسها الشيخ راشد الغنوشي؟ أسئلة طرحناها عليه فأجابنا عنها وعن أسئلة أخرى تقرؤونها في الحوار التالي:


ما حقيقة الاستفتاء الذي تنوون تنظيمه حول موعد مؤتمركم القادم وهل كما ذهب البعض إلى أنه محاولة منكم لمعرفة رصيدكم الانتخابي وليس دليلا على ديمقراطية الحركة ؟
الحقيقة أن الاستفتاء جاء ليفند هذه المقولة وجاء ليؤكد أن حركة النهضة حركة ديمقراطية والقرار هو لأبنائها وقواعدها،وأن قياداتها ملتزمة باحترام قواعد التعامل الديمقراطي وحسم كلما يمكن أن يطرح من خلافات بالشورى والقرار الجماعي وهو ما يؤكد تمسك الحركة بالديمقراطية كما يؤكد أيضا التزامها بالديمقراطية داخل البلاد ويكرس إيمانها بأن لا إمكانية لديمقراطية حقيقية في تونس دون أحزاب ديمقراطية .
لكن هذا لا يعني أنكم تدركون أن الحكم قد أفقدكم الكثير من أنصاركم؟
إن الديمقراطية تمارس داخلنا بناءا على قناعات أصيلة وثابتة أساسها أمر الله سبحانه وتعالى بأن تكون شورى بيننا وهي قناعة راسخة ومؤسسة على ما نؤمن به من قيم ومبادئ. الديمقراطية عندنا ليست ترفا ولا خيارا بل هي واجب ديني، والذين يتحدثون على أن السلطة أنهكت النهضة نقول لهم إن الفيصل بين النهضة كحركة ديمقراطية وبين ما يمارسونه داخل أحزابهم هو مدى التفاف الناس حول النهضة وحولهم، ويكفي النهضة شرفا أنها الحزب الوحيد الذي يستقبل رموزها والأعضاء من الحكومة من أبنائها من طرف حشود من التونسيين في كل جهات البلاد بالهتاف والزغاريد والدعاء.
بعد أصوات المتشددين من قيادات حركة النهضة من خلال تصريحاتهم ومواقفهم المتعارضة أحيانا مع مبادئ الدولة المدنية، يبدو أن الحركة اختارت تغليب أصوات المعتدلين وتليين مواقفهم لتتجانس مع الواقع وليغلب على الحركة الاعتدال في المواقف؟
النهضة بطبعها حركة إسلامية وسطية معتدلة وقد ربّت أبنائها على احترام الرأي المخالف داخلها وخارجها ورسخت في أذهانهم أن الاختلاف رحمة وأن الذي تختلف معه ليس عدوا، كما ربتهم على نسبية المواقف والأفكار في غير ما هو من العقيدة ولذلك يؤمن أبناؤها أن رأيهم صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرهم خطأ يحتمل الصواب وأن الحوار هو الطريق لحل كل خلاف ونحن أبناء حركة ربتهم على التواضع ورفض أن تأخذهم العزة بالإثم، الحق هدفنا مهما كانت العراقيل ومصدره وما ينفع الناس غايتنا .
يتهمك البعض أنك وسلفك نذير بن عمو ساهمتما من موقعكما في التساهل مع الإرهابيين ووقع الإفراج عن كثير منهم بسبب ذاك التساهل ما تعليقك؟
الذين يقولون هذا ظلما سيقولونه في حق أي وزير يختلفون معه لأنهم لا يميزون بين الحق في الاختلاف في الرأي وبين ما يفرضه التعايش والأخلاق من التزام بجملة من القيم الإنسانية، وللأسف الشديد كشفت الفترة السابقة من حكم الترويكا أن بعض الناس لا يهمهم في شيء ما يستعملونه من وسائل لتصفية حساباتهم مع من يخالفونهم في الرأي ، والذين يتوهمون أن وجود من يخالفهم الرأي في السلطة  يعطي شرعية لأعمال من شأنها أن تدمر البلاد وتحرقها هم الذين احترفوا مثل هذه الادعاءات وجعلوا رزقهم في بثها وتشويها لخصم عجزوا عن منازلته في الشارع، والحال أنهم يعلمون مثلما يعلم الجميع أن موقفنا من الإرهابيين موقف واضح لا لبس فيه ونحن كنا ولا زلنا وسنبقى ضد الإرهاب وضد كل من يستبيح أرواح الناس وأعراضهم في إطار القانون، الذي يطبق من طرف قضاة لا دخل للسلطة التنفيذية في أحكامهم وقراراتهم ،والواقع يثبت أننا التزمنا في علاقة بهؤلاء وغيرهم من التيارات الأخرى بالدعوة إلى تطبيق القانون على الجميع والمساواة بين كل التونسيين،وعلى كل من يدعي خلاف ذلك إثباته والكف عن الدعايات غير الشريفة التي تبين زيفها. ونحن نؤكد مرة أخرى أننا مع تطبيق القانون على الجميع والتصدي بكل قوة للإرهابيين مع احترام حق الجميع في حرية التفكير والتعبير واللباس والتنظم طبق القانون  سواء كانوا يمينيين أو يساريين أو قوميين أو سلفيين .
فوجئ الرأي العام بتراجعكم في الدفاع عن قانون العزل السياسي بعد أن كنتم من أشرس المدافعين عنه حتى أن رئيس الحركة قال أن هذا القانون أصبح في عداد الماضي؟
أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن موقف كتلة النهضة داخل المجلس التأسيسي، هذا القانون ستتم مناقشته داخل الجلسة العامة للمجلس التأسيسي وستدافع كل كتلة عن موقفها؟
لكن كتلتكم حسمت أمرها من خلال موقف رئيس الحركة، فماذا ستناقش الكتلة؟
لا، الأكيد انها ستطرح وجهة نظرها وتدافع عنها، ما صرح به رئيس الحركة هو موقف الحزب وليس موقف الكتلة داخل المجلس التأسيسي التي قد يكون لها موقف اخر ..
ما تعليقك على من يتهمونكم بأنكم تلقيتم دعما ماديا أثناء حملتكم الانتخابية في أكتوبر 2011 وأنكم قد تحصلون أيضا على أموال من قطر للانتخابات القادمة؟
هي صورة من صور الدعايات الرخيصة التي يصر عليها البعض، رغم أنها كانت سببا في رفض الناس لهم،وحركة النهضة من الأحزاب القلائل التي قدمت دفاتر حساباتها في الانتخابات السابقة للجهات المختصة وخضعت حساباتها الانتخابية للرقابة خلاف بعض متهميها وأنا أنصح الذين يتهمون الحركة، أن يبادروا بتقديم حساباتهم في الانتخابات السابقة للجهات المعنية،كما أنصحهم بالكنس أمام بيوتهم لأن حركة النهضة ملتزمة بالشفافية التي لا يعرفونها.
إعلان السعودية تصنيف حركة الإخوان منظمة إرهابية وباعتباركم جزءا من حركة الإخوان العالمية ألا يجعلكم  هذا معنيين بهذا القرار؟
لا أبدا، حزب حركة النهضة ليس معنيا بهذا القرار وهي المشهود لها عالميا بأنها حركة إسلامية معتدلة ووسطية علاوة على أنها وطنية وحركة تونسية لحما ودما وحضور بعض قياداتنا في اجتماعات حركة الإخوان العالمية ليست جريمة أو دليلا على انتمائنا لها.
إذن ستتخلون عن شعار رابعة الذي ترفعونه في كل المناسبات والتظاهرات؟
نعم نحن نرفع شعار رابعة وسنظل لأن ما حصل في مصر هو انقلاب ولا يمكن أن يوصف بأقل من ذلك وهي حقيقة يشهد بها العالم كله، وشعار رابعة هو عنوان الصمود والتمسك بالثورة والديمقراطية حتى وإن انقلب المنقلبون عليها ستبقى الثورة  هدفا قابلا للتحقيق لأن  أيام الانقلابات معدودة وإرادة الشعوب لا تقهر ونحن واثقون أن الشرعية ستنتصر في مصر.

حاوره: عبد اللطيف العبيدي